0

القرآن الكريم
والاكتشافات والاختراعات العلمية



يهدف هذا الموضوع الى بيان أمور تحدّث عنها القرآن و لم يتوصل اليها العلم الحديث و هذا من شأنه أن يعطي الإنسان المسلم مجالات للبحث و الاكتشاف في القرآن الكريم لكي يكون للانسان المؤمن السبق في سباق المعرفة والقوة.



و هذا تصديقا لقول حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلم في الحديث الشريف التالي :
(إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) رواه مسلم
حيث نستنتج من حديث حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم بأن الكتاب و هو
القرآن قد جعله الله سببا ليرفع به أقوام
و يضع به آخرين و في زماننا هذا فإن السبب الذي يرفع أقوام هو العلم
(المعرفة) و لذلك يجب أن يحتوي القرآن على
أفضل معرفة لكي يرفع الله بهذه المعرفة الإنسان المؤمن في هذه الحياة الدنيا.
و أهدف من هذا الموضوع أيضا بيان مجالات بحثية للإنسان المؤمن إذا أراد أن
يسعى لإعلاء كلمة الله عز و جل
ولمن يريد ان يناظر غير المؤمنين بحجية القرأن
وان نزداد نحن المؤمنين ايمانا

فيما يلي بعض الأمور التي أخبرنا بها الله
عز و جل في القرآن و لم يتوصل العلم الحديث الى الكثير منها.


أعدكم بتقديم موسوعة غير مسبوقة فى هذا المجال فادعو لى بالتوفيق





ونبدأ علي بركة الله السلسلة
الثقب الاسود
في علم الفلك الحديث هناك اهتمام كبير في موضوع الثقوب السوداء في الفضاء من حيث الاهتمام بمعرفة ماهية ووظيفة هذه الثقوب و المبيّنة في الصورة



و من الملاحظ بأن العلم الحديث قد عجز عن فهم وظيفة هذه الثقوب السوداء، أمّا
إذا لجأنا الى كتاب الله نجد بأن - الله عز و جل يعلمنا الإجابة على هذا السؤال حول وظيفة هذه الثقوب السوداء
في الفضاء من تدبر الآيات ( 15 - 16 ) من سورة التكوير: فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنسِ * الْجَوَارِ الْكُنسِ
حيث يخبرنا الله عز و جل خصائص هذه الثقوب السوداء و هذه الخصائص هي التالية:
1. الْخُنسِ : الخنّس تعني المستتر و المتخفي و هذا الوصف يعني بأنه لا يمكن رؤية هذه الثقوب و هذا يلاحظ من
عدم قدرة الضوء الهروب من مجال جاذبية هذه الثقوب السوداء و بالتالي لا يمكن رؤيتها بالعين.
2. الْجَوَارِ : الجوار تعني أنها تجري و هذا الوصف يعني بأن هذه الثقوب السوداء تتحرك في الفضاء و أنها تجوب السماء.
3. الْكُنسِ : الكُنّس يعني القدرة على ازالة أجسام عن طريق الكنس فإذا هذه هي
وظيفة الثقوب السوداء كما يخبرنا
المولى عز و جل في القرآن العظيم و هذه الوظيفة عجز عن معرفتها العلم الحديث
فسبحان الله العظيم.
و يمكننا فهم وظيفة الكنس للثقوب السوداء في الفضاء من التفكر في الآية ( 33 ) من سورة الأنبياء: كُل فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ?? وَهُوَ الذِي خَلَقَ الليْلَ وَالنهَارَ وَالشمْسَ وَالْقَمَرَ
حيث يخبرنا الله سبحانه و تعالى بأن كل شيء في السماء يسبح أي يتحرك في
فلك معيّن أي في مسار معيّن و محدد
له فإذا على سبيل المثال أنفجر نجم في الفضاء و نتج عن ذلك حطام، فإنه من
الممكن أن يصطدم هذا الحطام
بأجسام تدور في فلكها كالأرض مثلا و بالتالي سيكون هناك كوارث. فتأتي رحمة
الله و عمله في إعطاء وظيفة الكنس
للثقوب السوداء بحيث تقوم هذه الثقوب بشفط هذا الحطام و بالتالي تذهب خطورة
اصطدام هذه الأجسام بالكواكب التي تدور في أفلاكها كما هو مبيّن في الصورة




هل الذرة هى الاصغر !!
يعتبر الاكتشاف بأن الذرة هي المكوّن الرئيسي للمادة من أعظم الاكتشافات في العلم الحديث و بناءا عليه فقد قامت العديد من التطبيقات التكنولوجيه في العالم و على رأسها الطاقة النووية و غيّرت هذه الطاقة مكانة الأمم.
و من ثم جاء السؤال حول هل أن الذرة هي أصغر مكوّن للمادة أم هل هناك شيء أساسي أكثر منها كما هو مبيّن في صورة



إذا تفكرنا في آيات القرآن الكريم فإننا نجد بأن الله عز و جل يعلمنا الوحدة الاساسية المؤلفة للخلق و هذا عن طريق التفكر في الآية ( 61 ) من سورة يونس:
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَ?لِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ حيث يخبرنا المولى في الآية الكريمة بأنه هناك شيء أصغر من الذرة في قوله (مِنْ مِثْقَالِ ذَرةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَ?لِكَ )
و من ثم نريد أن نعرف ماهية و وظيفة الوحدة الاساسية المكوّنة للخلق فنجد الإجابة من التفكر في آية ( 7) من سورة الذاريات:
وَالسمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ
حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة بأن السماء بما تحتويه من مادة و طاقة تتألف من حبك و الحبك تأتي من حباكة أي الشيء المنسوج و بالتالي نتعلم بأن الوحدة الاساسية التي يتألف منها الكون و التي هي بدورها أصغر من الذرة هي ثلاث خيوط منسوجة مع بعضها البعض لتعطي حبلا مؤلف من ثلاث خيوط كما هو مبيّن في الصورة



و قد بدأ العلم الحديث بالتوجه الى القول بأنه من الممكن أن تكون الوحدة
الاساسية التي يتألف منها هذا الكون هي
عبارة عن خيوط مجدولة في حالة اهتزازية كما هو مبيّن في الصورة
فالسؤال الكبير الآن هو أنه من المعلوم بأن العالم قد تغيّر عند اكتشاف الذرة
فما الذي سيحدث للعالم عند اكتشاف
الوحدة الأصغر من الذرة المؤلفة للكون و كيف إذا كان إنسان مسلم قد اكتشف هذا ؟




نهاية الكون
هناك سؤال غير معروف الاجابة عنه في العلم الحديث و هو عن نهاية الكون و السؤال هو التالي:
هل سيستمر الكون في التوسع أم سينكمش و ينتهي؟ كما هو مبيّن في الصورة



يمكننا معرفة الأجابة على السؤال حول كيفية نهاية الكون من التفكر في آية واحدة من كتاب الله و هي الآية ( 104 ) من سورة الأنبياء:
يَوْمَ نَطْوِي السمَاءَ كَطَى السجِل لِلْكُتُبِ? كَمَا بَدَ أْنَا أَولَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ??
حيث يخبرنا الله عز و جل أنه في نهاية الأمر سيطوي الله السماء كطي السجل للكتب و يمكننا فهم ذلك من القول بأن السماء الآن هي عبارة عن أجزاء متباعدة مثل الكتب (أي الأوراق) عندما تكون متناثرة من سجل (أي كتاب يجمعها) و في نهاية الأمر سترجع الأوراق الى داخل الكتاب الذي يجمعها
و هذا يعني بأن الكون في نهاية المطاف
.(( سينكمش على نفسه كرجوع الأوراق الى داخل الكتاب بعد ما كانت متناثره منه كما هو مبيّن في الصورة


الأمراض النفسية:
تعتبر الأمراض و الاضطرابات النفسية من السمات الغالبة لعصرنا الذي نعيش فيه
و قد حاول الطب النفسي معرفة المسبب للاضطراب النفسي و لكن بدون جدوى ليومنا هذا، فالمسبب غير معروف لما يسمى بالأمراض النفسية و العلاج بطبيعة الحال غير معروف أيضا كما هو مبيّن في الصورة


هناك دراسة شهيرة لطبيب نفسي باسم أوبري لويس حيث قام هذا الشخص بعمل
احصائية بسؤال المرضى الذين يراجعونه حول نوعية الأفكار التي تأتيهم في عقلهم و تتسبب لهم بالاضطرابات النفسية
و كانت نتيجة الدراسة كما هو مبيّن في الصورة


يعلمنا الله عز و جل في القرآن الكريم المسبب لجميع الاضطرابات النفسية للبشر عن طريق التفكر في آية ( 169 ) من سورة البقرة:
إِنمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
حيث يخبرنا العليم في هذه الآية الكريمة أعراض تأثير الشيطان على الإنسان و
هي السوء أي أن يؤذي الانسان نفسه
و غيره، الفحشاء أي التصورات الجنسية البذيئة، و القول على الله بما لا يعلم
الانسان و هذا يعني الاساءة للقيم الدينية.
فإذا قارنا أعراض تأثير الشيطان على الانسان مع أعراض الأمراض و
الاضطرابات النفسية نكتشف شيء
عظيم و هو أن الشيطان هو المسؤول الوحيد عن ما يسمى بالأمراض النفسية
كما هو مبيّن في الصورة


فهذا الاكتشاف العظيم عجز عنه العلم الحديث و من هنا نستطيع أن نبحث في
كيفية تأثير الشيطان على الانسان و
كيفية العلاج من هذا . و هذا من
شأنه أيضا أن يلغي العديد من التي تسمى علاجات للأمراض النفسية من الحبوب
المهدئة التي ليست علاجا و لكن
مخدر للعقل و الصعقات الكهربائية التي من الممكن أن تتسبب بضرر كبير للدماغ
البشري، و جلسات العلاج النفسي
التي تضيّع الوقت، الجهد، و المال و أثبتت الدراسات في المحصلة عدم جدوى هذه
الجلسات.


علم الصيدلة
في عصرنا الحالي و مع طريقة العيش السريعة و قضاء الإنسان فترات طويلة في
العمل ففي هذه الظروف لا يوجد وقت للاهتمام بما يأكله الإنسان من خضار،
فواكه، و غيرها و لهذا يريد الانسان أن يتناول شيء ما في الصباح يعطي الجسم ما يريده في نهاره و يقيه من أكبر عدد من الأمراض.
جواب البشر على ذلك عن طريق التجربة و الخطأ هو . ( أخذ حبوب تحتوي على عدد كبير من الفيتامينات و المعادن كما هو مبيّن في الصورة


 
من يوم ليوم يكتشف بأن لهذه الحبوب عوارض جانبية سيئة للجسم من اختلال
توازن المعادن و الفيتامينات في الجسم
و لذلك نجد تغيير في تركيبة هذه الحبوب من ف ترة لأخرى،
فالسؤال الآن
هو عن ماهية أفضل تغذية يومية للجسم لتقيه من العديد من الأمراض؟
إذا تفكرنا في أحاديث حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم فإننا نجد الأجابة، فإذا
تفكرنا في الحديث الشريف التالي:
عليكم بهذه الحبة السوداء , فإن فيها شفاءً من كل داءٍ إلا السام فإننا نجد بأن حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم يخبرنا عن الحبة السوداء و أن
فيها شفاء من كل داء إلا السّام، فنجد
هنا معلومة مباشرة و هي أن الحبة السوداء (حبة البركة) تحتوي على مكوّنات
قادرة على شفاء كل داء(أي جميع أنواع الأمراض) فالاستنتاج المنطقي هنا هو أن
حبة البركة هي أفضل تغذية يومية للجسم لوقايته من الأمراض المختلفة و هذا
يمثّل مستقبل علم الصيدلة في مجال التغذية اليومية المثالية لجسم الإنسان كما هو
مبيّن في الصورة


فإذا قمنا بتحليل مكونات الحبة السوداء فإننا نجد بأنها تحتوي على عناصر كثيرة
مفيدة جدا لجسم الإنسان و ما زال
هناك أكثر من مائة عنصر غير معروف ماهيته في المواد المؤلفة للحبة السوداء،
و فيما يلي بعض الأمراض التي تؤثر
عليها الحبة السوداء:
- الوقاية من أمراض الكبد
- الوقاية من السرطان
- الوقاية من مرض السكري
- الوقاية من الأمراض التحسسية
- الوقاية من القرحة المعوية
- الوقاية من أمراض الكلى
- الوقاية من أمراض القلب و الشرايين
- الوقاية من ارتفاع الكولسترول
- الوقاية من ارتفاع ضغط الدم
- الوقاية من هشاشة العظام و الروماتزم
و هذه هي فقط بعض الأمراض التي تؤثر عليها الحبة السوداء و بالتالي يمثل أخذ
كمية من حبة البركة يوميا أفضل
تغذية لجسم الإنسان للوقاية من الأمراض المختلفة.
مستقبل نقل الكهرباء:
السؤال التالي هو عن مستقبل نقل الكهرباء أي ما هي الطريقة المستقبلية لنقل
الكهرباء من مصدر توليدها الى المستخدم، حيث أن التقنية الحالية في نقل الكهرباء هي استخدام أسلاك معدنية
تربط محطة توليد الكهرباء بالمنازل و المشكلة الرئيسية في هذا هو تحول كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية الى حرارة
في الاسلاك المعدنية الناقلة للكهرباء و هذا يتطلب توليد كميات أكبر من الكهرباء لتعويض الطاقة الكهربائية الضائعة في
الحرارة المتولدة في الاسلاك و هذا من شأنه رفع قيمة فاتورة الكهرباء


فالسؤال الآن هو عن مستقبل نقل الكهرباء و يمكننا تعلم هذا من التفكر في آية
واحدة في كتاب الله و هي آية ( 4 ) من سورة التين: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
حيث نجد بأن الله عز و جل يخبرنا بأنه خلق الإنسان في أحسن تقويم و يمكن
فهم ذلك من منظ ور هندسي بأن الأنظمة الهندسية في جسم الإنسان تعمل بكفاءة 100 %، فالطريقة لمعرفة
مستقبل نقل الكهرباء هو التفكر فيما إذا كان هناك تيار كهربائي في جسم الإنسان و إذا كان هناك تيار فيجب علينا دراسة
كيف خلق الله آلية نقل الكهرباء في جسم الإنسان لمعرفة مستقبل نقل الكهرباء في حياتنا اليومية. إذا تفكرنا في جسم الإنسان نجد بأنه هناك تيارات كهربائية فيه و سأركز هنا على
العظم البشري، ففي العظم هناك تيارات كهربائية حول مرّكب الكولاجين حيث يوجد حول هذا المركب ذرات نحاس
و من المعروف بأن النحاس يستخدم بشكل كبير في نقل الكهرباء. و بما أن الله عز و جل خلق الإنسان في
أحسن تقويم فهذا يعني بأن التيار الكهربائي يدور حول مركب الكولاجين بدون توليد حرارة لأنه لا يمكن أن يكون
هناك ضياع في الطاقة الكهربائية في جسم الانسان، و الحالة الوحيدة في أن يمر تيار في ذرات معدنية بدون توليد
حرارة هو أن تكون مقاومة الذرات لمرور التيار تساوي صفر


فإذا نتعلم مما سبق بأن التيار الكهربائي ينقل في العظم البشري بمقاوة تساوي
صفر، و القدرة على نقل التيار الكهربائي بمقاومة تساوي صفر هو حلم يحلم به المهندسون الكهربائيون في زماننا هذا و قد
قام المهندسون بمحاولات لنقل التيار
بمقاومة تساوي صفر و ذلك عن طريق استخدام مواد مختلفة و تبريد الاسلاك
لدرجات حرارة منخفظة جدا. و ليومنا
هذا لم يستطع المهندسون تحقيق نقل التيار بمقاوة تساوي صفر على درجة حرارة
الغرفة (أي 24 درجة مئوية) و لكن إذا تفكرنا في جسم الإنسان فإننا نجد هذه الظاهرة على درجة حرارة تساوي 37
درجة مئوية فسبحان الله العظيم. فإذا تفكرنا في كيفية خلق الله للعظم البشري فإننا كمسلمون باستطاعتنا ان شاء الله
أن نبني هذه التقنية و التي ستحدث تغيّير كبير في العالم، و شيء يستحق الذكر بأن الغريب بعد سنوات كثيرة
من التجربة و الخطأ قال بأن المادة المؤّمل لها أن تحقق نقل التيار الكهربائي بمقاومة تساوي صفر على درجة حرارة
الغرفة هي ما يسّمى (بالمادة الفخارية فائقة الموصلية). و إذا ربطنا هذا بقول الحق في سورة الرحمن – الآية ( 14 خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخارِ
نجد و سبحان الله العظيم الشبه الكبير بين المادة المؤّمل لها أن تحقق هذه
الظاهرة و الحقيقة بأن الله خلق العظم البشري من مادة فخاّرية، و إذا قمنا أيضا بتحليل العناصر المؤلفة للعظم البشري و تلك
المؤلفة للمادة الفخارية فائقة الموصلية .نجد تشابه كبير بين العناصر المؤلفة لهما كما هو مبيّن في الصورة

مستقبل وسائط النقل
سؤال محفّز للتفكير هو عن مستقبل وسائط النقل المختلفة من السيّارة، الطائرة، و
الباخرة فالسؤال هو عن آلية النقل
المستقبلية كما هو مبيّن في الصورة


نستطيع أن نعرف الأجابة على هذا السؤال من تدبر آيات القرآن الكريم، فإذا تفكرنا في الآيات ( 38 النمل:
قَالَ يَا أَيهَا الْمَلَأُ أَيكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِن أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِني عَلَيْهِ لَقَوِي أَمِينٌ ??
نجد بأن سليمان عليه السلام طلب أن يُأتى اليه بعرش ملكة سبأ (بلقيس) و قد
تقدم أولا عفريب من الجن أن يأتيه
بهذا العرش في فترة زمنية تقدر بساعات و هو الوقت الذي يقضيه سليمان عليه
السلام في الجلوس في مقامه من
الصباح الى المساء، فنجد بأن سليمان عليه السلام أراد ما هو أسرع من ذلك و
يخبرنا الله كيف تحقق ذلك في الآية 40 ) من سورة النمل: )
?? قالَ الذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَد إِلَيْكَ طَرْفُكَ ?? فَلَما رَآهُ مُسْتَقِرا عِنْدَهُ قَالَ هَ?ذَا مِنْ فَضْلِ رَبي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
فنستنتج من التفكر في هذه الآية الكريمة بأن الذي أحضر عرش ملكة سبأ
لسليمان عليه السلام هو إنسان عنده علم
من الكتاب، فقد قام هذا الشخص بإحضار عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين أي
مسافة أكبر من الفي كم و علما
بأن كتلة العرش هي أكثر من عشرين طن و قد نقله هذا الشخص في زمن أقل
من نصف ثانية و هو الزمن الذي يلزم . ( جفن العين أن يغلق و يفتح (قَبْلَ أَنْ يَرْتَد إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) كما هو مبيّن في الصورة




فالسؤال الكبير الآن هو التالي: أي وسيلة نقل هذه التي لها القدرة على نقل جسم كتلته أكبر من 20 طن لمسافة تزيد عن 2000 كم في زمن أقل من نصف ثانية؟
الجواب على هذا السؤال هو في ذات الآية الكريمة في قول الحق: (قالَ الذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ) حيث يخبرنا
الله بأن العلم الذي يقوم بهذا النقل هو موجود في الكتاب، و السؤال هو عن ماهية هذا الكتاب؟ يكمن الجواب من التفكر في الآية ( 3) من سورة آل عمران:
نَزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَق مُصَدقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ
حيث نجد بأن الله عز و جل يصف القرآن الكريم بالكتاب في قوله: (نَزلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَق ) فإذا نتعلم من
هذا بأن الكتاب المذكور في قصة نقل عرش بلقيس هو القرآن الكريم فنستنتج من
هذا بأن علم نقل المادة بطريقة تفوق
جميع تكنولوجيا وسائط النقل في زماننا هذا هو في القرآن الكريم و يمكننا معرفة
هذا العلم عن طريق التفكر في آيات القرآن الكريم و هذا سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى في مواضيع مستقبلية.
و من الجدير بالذكر بأن العلم الحديث قد بدأ يتجه حول التفكر في امكانية نقل
الأجسام من مكان لآخر بسرعات
كبيرة و بطرق مختلفة كليا عن وسائط النقل المعروفة حاليا و من هذه الطرق هي
ما يسمى بالنقل الكمي
كما هو مبيّن في الصورة



مستقبل وسائل الاعلام:
يمكننا أن نقسّم الاعلام الى شقيّن، فالشق الأول هو المادة الاعلامية المراد ايصالها للناس و الشق الثاني هو وسيلة نقل المعلومة الى الناس، ففي هذا الاطار سأتحدث عن وسيلة النقل و هي في يومنا هذا عبارة عن مذياع (راديو)، تلفاز
(تلفزيون)، و شبكة معلومات (الانترنت). فالسؤال الآن هو عن وسيلة الاعلام المستقبلية؟




إذا تفكرنا في آيات القرآن الكريم فإننا نجد بأن الله عز و جل يعلمنا خصائص وسيلة الاعلام المستقبلية من التفكر في آية واحدة من كتاب الله و هي آية ( 102 ) من سورة الصافات: ?? فَلَما بَلَغَ مَعَهُ السعْيَ قَالَ يَا بنُي إِني أَرَى? فِي الْمَنَامِ أَني أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى? قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُسَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصابِرِينَ ?? حيث يصف الله سبحانه و تعالى الرؤية التي أراها لابراهيم عليه السلام، فإذا تفكرنا في الرؤية من منظور اعلامي نجد بأن الرؤية عبارة عن معلومة يريد الله أن يوصلها لانسان و من أهم ما يميز الرؤية هي أنها لا تنسى و تبقى في قلب الانسان لمماته و تؤثر على جميع قرارته في حياته، فإذا تمثّل الرؤية أفضل وسيلة اعلامية ممكنة و إذا تفكرنا في خصائص
الرؤية و كيف أنها تتفاعل مع العقل البشري لتستقر في قلب الانسان و تؤثر فيه نستطيع أن نتعلم الخصائص المثالية لوسيلة الاعلام المستقبلية. فإذا تفكرنا في وصف الرؤية التي رآها ابراهيم عليه السلام فإننا نجد بأن فيها تشغيل لحواس الادراك في جسم الانسان، فقول الله (قَالَ يَا بنُي إِني أَرَى? فِي الْمَنَامِ ) يدل على تفعيل البصر كمعلومات مدخلة للدماغ البشري و قول الله في الآية الكريمة (أَني أَذْبَحُكَ ) يدل على تفعيل الجهاز العصبي-العضلي في الانسان أثناء توصيل المعلومة للدماغ البشري في الرؤية، فنتعلم من هذا بأن وسيلة الاعلام المستقبلية يجب أن تفع ل جميع حواس الادراك في جسم الانسان و التي بدورها تنقل المعلومات الى الدماغ البشري و كلما زاد عدد الحواس التي تعمل أثناء توصيل المعلومة للدماغ البشري استقرت المعلومة في العقل أكثر و أكثر.




فالمتفكر في وسائط الاعلام في زماننا هذا يجد بأنه يمكن تفسير تراجع شعبية و تأثير المذياع (الراديو) مقابل التلفاز (التلفزيون) يعود الى تفعيل الراديو لعضو حسي واحد و هو السمع مقابل اثنين في التلفزيون و هما السمع و البصر و تراجع شعبية و تأثير التلفزيون مقابل الانترنت بسبب تفعيل الانترنت لثلاث حواس ادراك و هم السمع، البصر، و الجهاز العصبي-العضلي مقارنة بعضويين حسيين في التلفاز. فنستنتج مما سبق بأن وسيلة الاعلام المستقبلية هي التي تفعّل جميع حواس الادراك في الانسان و بكامل طاقتها كما هو مبيّن في النقاط التالية: البصر: تفعيل مدى الرؤية الكاملة للعين في رؤية المعلومة بزاوية حوالي 170 درجة و بوضوح أكثر مقابل 90 درجة كما هو الحال في التفلزيون و الانترنت في وقتنا هذا. السمع: تفعيل الأذن بسماع الأصوات بوضوح أكبر و من زوايا أكثر لاعطاء صوت ثلاثي الأبعاد. الجهاز العصبي-العضلي: تفعيل الاعصاب و العضلات في الجسم عن طريق حركة الجسم للتفاعل مع وسيلة الاعلام عن طريق مثلا حركة اليد لقلب الصفحات على شاشة الموقع الالكتروني. يلاحظ بأن الشركات الكبرى مثل سوني و مايكروسوف قد بدأت بعد سنوات من التجربة و الخطأ بالتنبه لهذا (أي ضرورة تفعيل جميع حواس الادراك في الانسان لزيادة فاعلية وسائط الاعلام)
فقد بدأت هذه الشركات بتصميم الأجهزة لتفعيل الجهاز العصبي-العضلي أثناء نقل المعلومة الى الدماغ البشري
كما هو مبيّن في صورة




مستقبل التعليم بهدي القرآن
الذي يتفكر في كيفية التعليم في زماننا و سأركز هنا على الدول الاسلامية يجد
سمة غالبة على جميع المراحل التعليمية
من ابتدائية، اعدادية، ثانوية، و جامعية و هذه السمة هي اعتماد اسلوب الحفظ
كوسيلة للتع لّم و تبنى الامتحانات
على قدرة الطالب على حفظ المعلومة و استرجاعها ، و
السؤال الآن هو:
هل هذه الطريقة صحيحة أم خاطئة؟




يعلمنا الله عز و جل طريقة لمعرفة الاجابة على هذا السؤال من التفكر في الآيات ( 24 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَة طَيبَة كَشَجَرَةٍ طَيبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِينٍ بِإِذْنِ رَبهَا * وَمَثَل كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَة خَبِيثَةٍ اجْتُثتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ وَيَضْرِبُ الله الْأَمْثَالَ لِلناسِ لَعَلهُمْ يَتَذَكرُونَ حيث يعلمنا الله عز و جل بأنه نستطيع أن نعرف فيما إذا كان عمل ما صحيح أم خاطىء عن طريق ثمار العمل فإذا كانت ثمار العمل طيبة فهذا يعني بأن العمل طيب (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَة طَيبَة كَشَجَرَةٍ طَيبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِينٍ بِإِذْنِ رَبهَا) أما إذا كانت الثمار خبيثة فهذا يعني بأن العمل سيء (وَمَثَل كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَة خَبِيثَةٍ اجْتُثتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ )، فإذا طبّقنا هذا الأمر على كيفية التعليم في غالبية الدول الاسلامية نجد بأن الثمار سيئة من حيث عدم انتاج غالبية المسلمين أي شيء معتبر في مجال المعرفة و العلم و بذلك فإن العالم لا يلتفت لهم و لا يعطيهم أي أهتمام و لا كلمة مسموعة و هذا يدلّنا على أن طريقة التدريس المبنيّة على الحفظ هي طريقة سيئة و غير صحيحية على الاطلاق. فالسؤال الآن هو عن الطريقة المثلى للتعليم في القرآن الكريم و في هذا الاطار يعلمنا الله سبحانه و تعالى الطريقة المثلى للتعلّم و لفهم الأمور من التفكر في آية ( 3) من سورة الرعد:
?? وَمِنْ كُل الثمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ?? وَهُوَ الذِي مَد الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا إِن فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ ?? يغُشِي الليْلَ النهَارَ
حيث نجد في الآية الكريمة أن الله عز و جل يعطينا معلومة معينة في بداية الآية الكريمة (وَهُوَ الذِي مَد الْأَرْضَ ( ?? يغُشِي الليْلَ النهَارَ ?? وَمِنْ كُل الثمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَ يْنِ اثْنَيْنِ ?? وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا و من ثم يعلمنا الله كيفية فهم هذه المعلومة في قوله (إِن فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ ) حيث يعظنا الله بضرورة التفكر في المعلومة لفهمها و أنه لا يكون فهمها عن طريق حفظها كما هو الحال في طرق التعليم الموجودة في غالبية الدول الاسلامية.
دليل آخر على هذا الاستنتاج نجده في التفكر في آية ( 191 ) من سورة آل عمران: الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى? جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَ?ذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ حيث نجد بأن الحق يعلمنا كيفية فهم خلقه في قوله (وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) و لم يقل الله بأن حفظ خلق السماوات و الأرض هو الطريقة لفهم الخلق. فمثلا عند تدريس مادة الجغرافيا فإن المتبع هو جعل الطالب يحفظ صادرات بلد معين و من ثم يقيّم الطالب على مدى حفظه لهذه الصادرات و لكن الطريقة القرآنية هي وجود المعلومة و من ثم التفكر فيها. و السؤال الآن هو عن كيفية تطبيق الطريقة القرآنية في التعليم في زماننا هذا، و هذا مبيّن في النقطتين التاليتين:
1. توّفر المعلومة: الخطوة الأولى في الطريقة القرآنية هي توّفر المعلومة و هذا ممكن في زماننا هذا عن طريق شبكة الإنترنت حيث يمكن عن طريق تصفح هذه الشبكة الحصول على جميع المعرفة البشرية في زماننا هذا و لذلك لايوجد داعي على الاطلاق لحفظ المعلومة.
2. التفكر: الخطوة الثانية في الطريقة القرآنية هي التفكر في المعلومة و افضل مكان للتفكر هو القرآن الكريم، فيبدأ الإنسان بالتفكر في آيات القرآن الكريم و بعد ذلك يتفكر في المعلومة التي يجدها على شبكة الانترنت ليستخدمها في السعي لاعلاء كلمة الله عز و جل




مثال عملي على كيفية تطبيق الطريقة القرآنية في التعليم: أراد طالب أن يفهم الجدول الدوري للعناصر في مادة الكيمياء، فالطريقة المتبعة في الدول الاسلامية هي أن يقوم الطالب بحفظ الوزن الذري للعناصر و حفظ كيفية وضع الجدول و حفظ هذا و ذاك. فلنقارن هذا مع الطريقة القرآنية لفهم الجدول الذري و الطريقة مبيّنة فيما يلي:
1. التفكر في آيات القرآن الكريم: لفهم الجدول الدوري يجب علينا التفكر في سورة يونس – الآية ( 61
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْه مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبك مِنْ مِثْقَالِ ذَرة فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذ?لِك وَلَا أَكْبَرَ ?? إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
حيث نجد بأن الله عز و جل ربط ذكر الذرة في القرآن الكريم بوزنها (مِثْقَالِ ذَرة ) و لم يتم ربط الذرة بأي خاصية أخرى مثل حجمها، لونها، و غيرها و هذا يعلمنا بأن وزن الذرة هو الشيء الرئيسي الذي يحدد خصائص المادة و لذلك بني الجدول الدوري على أساس وزن الذرة.
2. يستخدم الطالب الانترنت لرؤية الجدول الدوري و كيف أنه بني على أساس وزن الذرة و لا يقوم الطالب بحفظ الجدول الدوري و الأرقام الذي يحتويه كما هو الحال المتبع حاليا. من الأمور الأخرى الذي نجدها من تفكر آيات القرآن الكريم هو أن الله عز و جل عندما يريد أن يجعل الانسان يفهم أمر ما فإنه يعظ الانسان بالتفكر و هذا يدلنا على أن وسيلة الادراك و الفهم للدماغ البشري هي التفكر أما إذا أُستخدم الدماغ البشري بطريقة الحفظ فإن هذه الطريقة تحرم الانسان من استخدام قدراته الدماغية مما يؤدي الى إنسان غير قادر على العطاء في هذه الحياة و الى إنسان ذليل و تابع لأي شيء يقال له (أي إمّعة)، فيجب علينا أخواني و أخواتي أن نقف و نتفكر في طريقة التعليم الحالية و مستقبلها.
مستقبل القضاء و نظام العقوبات
الموضوع الآخر للتفكر فيه هو حال القضاء و نظام العقوبات في زماننا هذا، فالمتفكر في هذا يجد بأن السمة الغالبة
لنظام العقوبات في زماننا هو وجود عقوبة السجن حيث توصل الناس عن طريق الظن و الأهواء الى أن أفضل وسيلة
لأخذ القصاص من الانسان الذي ظلم الآخرين هو وضعه في عزله لفترة زمنية
متناسبة مع العقوبة التي عملها، فالسؤال
الآن هو عن مدى صحة هذا الأمر و عن المستقبل لكيفية أخذ العقوبة؟




يجيبنا الله عز و جل في آية واحدة عن مدى صحة عقوبة السجن و عن مستقبل نظام العقوبات و هي الآية ( 51 من سورة ابراهيم: لِيَجْزِيَ اللهُ كُل نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ?? إِن اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
فنجد بأن الله عز و جل يعلمنا مستقبل العقوبات في قوله (إِن اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )
حيث أن السرعة في أخذ
العقوبة هي مستقبل القضاء، و يمكننا فهم ذلك من الحقيقة بأن المتدبر في آيات
القرآن و سنة حبيبنا محمد صلّى الله
عليه و سلّم يجد بأن السجن كعقوبة هو شيء غير موجود على الاطلاق و أن القصاص في الاسلام يؤخذ في وقت
ارتكاب العقوبة ليكمل الانسان حياته بدون ضرر نفسي.
فإذا تفكرنا في عقوبة السجن المط بقة في غالبية دول العالم فإننا نجد النقاط التالية:
1. الضرر النفسي للمسجون: أثبتت الدراسات التي أجريت على الذين حكم عليهم بالسجن بأن السجن قد تسبب بضرر نفسي كبير في النفسية بحيث أن الرجل يدخل كسارق و يخرج كقاتل يعيث فسادا في المجتمع، و يمكننا فهم هذا التصرف من المثال التالي:
إذا تم سجن قطة في غرفة ضيقة و مظلمة لمدة شهر و من ثم فتح لها الباب و حاول شخص أن يخرجها فإنها ستتسبب له بالضرر الشديد لأن فطرة المخلوقات تأبى السجن، فما الحال بسجن إنسان له مشاعر و حواس أكثر من القطط لعدد من السنين فهذا يشحن الانسان ضد المجتمع الذي وضعه في السجن و يخرج ليذيق المجتمع أذى أكثر من ذي قبل.
2. ضياع المال و الجهد: المواطن الذي يدفع الضرائب في الحقيقة يصرف على المسجون في مأكله و مشربه، فلم يكفي أن الذي في السجن قد سرق من المواطن بل يقوم المواطن بالصرف عليه في السجن. و أيضا الشرطي الذي عيّن لحراسة السجن فقد ضاعت حياته في هذه الوظيفة. من هذا يتضح بأن عقوبة السجن هي شيء خاطىء و البديل هو نظام القصاص في الاسلام حيث تأخذ العقوبة من الظالم في وقتها و لا تضيع وقت و مال المجتمع و في ذات الوقت لا تتسبب بالضرر النفسي للظالم الذي يمكن أن يقع من السجن، و ميزّات القصاص في الاسلام يبيّنها الله عز و جل في سورة البقرة – الآية ( 179
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلكُمْ تَتقُونَ
حيث يخبرنا الله بأن في القصاص (أي نظام العقوبات في الاسلام) هناك حياة لنا
و هذه الحياة تعني الأمن و الاستقرار
في المجتمع للميّزات الذي ذكرها سابقا لسرعة الحساب.
الحقيقة بشأن خطر الهواتف الخلوية بهدي القرآن
في ظل الانتشار الكبير للهواتف الخلوية فقد ظهر تسائل حول مدى خطورة الأمواج الكهرومغناطيسية التي تنبعث من هذه الهواتف على صحة الإنسان، و هذا السؤال ليومنا هذا لا توجد فيه إجابة شافية بحيث يعرف الإنسان مدى سلامة استخدام هذه الهواتف الخلوية




تضاربت المعلومات عن هذا الموضوع و الناس في حيرة من أمرهم فإذا لجأنا الى الله عز و جل و هو القائل (وَاتقُوا الله وَالله بِكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ )، فنجد بأن الله عز و جل يخبرنا بأنه إذا اتقى الانسان الله فإن الله ?? وَيعُلمُكُمُ الله ?? سيعلمه من علمه، مع العلم بأن علم الله الذي يريد ايصاله للبشر هو في القرآن الكريم. فالتصرف المنطقي هو أن يتفكر الإنسان في القرآن ليجد الاجابة على جميع اسئلته و من هذه الاسئلة هي السؤال حول مدى سلامة استخدام الهواتف الخلوية. فإذا لجأنا الى كتاب الله فإننا نجد الإجابة الشافية على هذا السؤال من التفكر في ثلاث آيات و هي التالية:
الآية ( 32 ) من سورة الأنبياء:
وهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ?? وَجَعَلْنَا السمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا
حيث أنه إذا تفكرنا في هذه الآية الكريمة فإننا نجد بأن الله عز و جل يخبرنا بأن السماء التي تحيط بالأرض هي سقف يحفظ الأرض و يحفظنا (وَجَعَلْنَا السمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)، و لفهم ذلك إذا أخذنا مثال السقف في المنزل فإننا نجد بأنه من وظائف السقف هي حفظ المنزل و الذين يقطنون فيه من عوامل البيئة
مثل: الرياح، المطر، التعرض الزائد
لأشعة الشمس، و غيرها. فإذا طبّقنا هذا على السماء و وصف الله لها بالسقف
فإننا نجد بأنه يجب أن تحفظ السماء
الإنسان من العوامل الخارجية للأرض مثل: الحجارة التي تسقط من السماء (النيازك)، تقليل كمية الاشعاع الكهرومغناطيسي من الشمس، و غيرها. و يمكن فهم الآليات العلمية التي وضعها الله في السماء لتحمي الإنسان عن
طريق التفكر في الاية ( 25 ) من سورة الحديد:
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلناسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ??
حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة بأن الله عز و جل أنزل الحديد و فيه منافع للناس، و من هذه المنافع هي أن الله عز و جل قد جعل مركز الأرض عبارة عن كرة من الحديد و علما بأن الحديد له خصائص مغناطيسية فنجد بأن هذه الكرة الحديدية في مركز الأرض تنتج مجال مغناطيسي يحيط بالأرض و من وظائف هذا المجال هو حماية الأرض من الاشعاع الكهرومغناطيسي من الشمس و ذلك عن طريق توليد مجال معناطيسي مساوي بالمقدار و معاكس بالاتجاه . للمجال الكهرومغناطيسي للشمس




و لفهم علاقة المجال المغناطيسي للأرض و كون السماء سقفا محفوظا مع خطر الهواتف الخلوية يجب علينا التفكر في
الآية ( 21 ) من سورة الذرايات:
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ??
حيث يعظنا الله في هذه الآية الكريمة أن نتفكر في خلق الله لأجسامنا و إذا فعلنا ذلك ندرك بأن الإنسان هو آخر مخلوق خلقه الله عز و جل و أن الله قد وضع في جسم الإنسان جميع الآليات العلمية في هذا الكون أي جميع الآليات العلمية في السماوات و الأرض و منها السقف المحفوظ للأرض. فإذا تفكرنا في جسم الإنسان نجد بأن السقف للجسم هو آخر حدوده و هو الجلد، فنتعلم من هذا بأن الجلد هو السقف المحفوظ لجسم الإنسان و قد قلنا بأن من وظائف السقف هي حماية الجسم من العوامل الخارجية و هذا نجده في الجلد كما هو مبيّن في النقاط التالية:
1. حماية الجسم من القوى الميكانيكية: نجد بأنه عندما يتعرض جسم الإنسان لقوة خارجية فإن جلد الإنسان
يقوم بامتصاص هذه القوة و تفريغها بالتدريج و هذا يؤدي الى حماية الأعضاء الداخلية الحساسة للجسم من هذه القوة. 2. حماية الجسم من العوامل البيولوجية: من وظائف الجلد أيضا هي حماية جسم الإنسان من العوامل البيولوجية الخارجية مثل البكتيريا.
نستنتج من هذه الأمثلة بأنه مثلما أن السماء هي السقف المحفوظ للأرض و الذي يقيها من العوامل الخارجية فإن جلد
الإنسان هو السقف المحفوظ لجسم الإنسان و الذي يقيه من العوامل الخارجية، فالمعروف بأن الجلد يقي جسم الإنسان من العوامل الميكانيكية و البيولوجية المبيّنة أعلاه و لكن الشيء الغير معروف عن وظائف الجلد و هو الاكتشاف الذي هداني اليه الله عز و جل و هو قدرة الجلد على حماية جسم الإنسان من الاشعاع الكهرومغناطيسي الخارجي مثل المتولّد عن الهواتف الخلوية و هذا الاكتشاف هو موضّح فيما يلي: يحتوي الجلد على أوعية دموية شعيرية و التي بدورها تحمل الدم من و الى الجلد و من المعروف بأن الدم يحتوي على عنصر الحديد و أن هذا العنصر له خصائص مغناطيسية و بالتالي نستطيع أن نستنتج من هذا بأن هناك مجال مغناطيسي في الجلد و الذي يشبه امجال المغناطيسي المحيط بالأرض، فعندما يتعرض الجلد لمجال كهرومغناطيسي خارجي
مثل الذي تولّده الهواتف الخلوية فإن ذرات الحديد في الدم تقوم بزيادة دورانها لانتاج مجال مغناطيسي مساوي بالمقدار و معاكس بالاتجاه للمجال المغناطيسي للهاتف الخلوي و بالتالي يتم منع المجال المغناطيسي للهاتف الخلوي من دخول جسم الإنسان لأنه لو دخل هذا المجال في جسم الانسان لأ ثّر على وظائف الجسم الداخلية و هذا الاكتشاف حول عمل جلد الإنسان كدرع كهرومغناطيسي لجسم الإنسان




فبعد هذا الفهم بهدي القرآن حول وظيفة الجلد كد رع كهرومغناطيسي لجسم الإنسان فإننا نستطيع أن نجيب السؤال حول مدى سلامة استخدام الهواتف الخلوية، و الاجابة هي أنه عندما نضع الهاتف الخلوي على الصيوان الخارجي لأذن الإنسان فإن المجال المغناطيسي المتوّلد من الهاتف يؤدي الى زيادة تحفيز ذرات الحديد في الدم في الجلد المجاور للهاتف الخلوي و هذا يؤدي الى توليد مجال مغناطيسي يحمي جسم الإنسان من المجال المغناطيسي للهاتف الخلوي و أثناء قيام الجلد بذلك فإن ذلك يؤدي الى توليد حرارة في الدم و الجلد المجاور للهاتف الخلوي




فالسؤال الآن هو عن تأثير الحرارة المتولدة في الجلد من جرّاء تقريب الجهاز الخلوي على صحة الإنسان،
و الجواب هو أن هذه الحرارة المتولدة تغيّر من تدفق الدم في الجلد المجاور للهاتف و هذا شيء غير طبيعي في الجسم و سيكون له تأثر غير جيد على صحة الإنسان. التأثير الآخر هو أن المجال المغناطيسي للهاتف الخلوي سيؤدي الى زيادة مغناطيسية الحديد في الدم لوقت قصير و هذا بدوره يؤدي الى آثار صحية غير جيدة على جسم الإنسان. فإذا نستطيع من التفكر في جميع ما سبق أن نضع التوصيات القرآنية التالية لاستخدام الهواتف الخلوية:
1. إذا استخدم الهاتف الخلوي في الأمور الطارئة و لوقت قصير أقل من دقيقتين بحيث لا تتولد حرارة ذات قيمة من جرّاء استخدام الهاتف فإنه لا ضير في ذلك نظرا لوجود آلية الرحمة في الجلد و التي تصد المجال المغناطيسي للهاتف.
2. إذا استخدم الهاتف الخلوي لفترات أكثر من دقيقتين بحيث شعر الإنسان بحرارة في الجلد المحيط بالهاتف الخلوي فإن ذلك غير جيد لصحة الإنسان و ينصح بالابتعاد عن مثل هذا الاستخدام. يبيّن ما سبق الاجابة الشافية ان شاء الله لهذا الموضوع و الذي شغل الناس بشكل كبير و لم توجد له إجابة شافية في العلم الحديث.
مستقبل المال بهدي القرآن:
هذا الموضوع هو في مجال الاقتصاد و كمقدمة له هو أن المتفكر في تاريخ المال يجد بأن البشر عن طريق التجربة و الخطأ قد استخدموا أوراق ووضعوا عليها قيمة مثل ورقة بمائة دولار و قبل هذا كان الجنيه الاسترليني هو العملة السائدة في العالم. و المتفكر أيضا في هذه الطريقة لتعريف قيمة المال يجد بأنه قد حدثت مصائب للناس من ذلك و كمثال على ذلك إذا كان الانسان مدخر لمبلغ من المال بالجنيه الاسترليني و في يوم من الأيام انخفضت قيمة الجنيه لسبب ما فإن مدخرات هذا الشخص قد تصبح النصف أو أقل، و هذا لأن طريقة البشر في المال هي وضع قيمة معيّنة لورقة و هذه الورقة في واقع الحال لا تساوي القيمة التي طبعت عليها و في لحظة انهيار اقتصاد الدولة المرتبط بالورقة النقدية تنهار قيمة الورقة. و الجدير بالذكر بأن توّجه البشر في المستقبل هو أن يصبح المال الكترونيا أي لا أوراق نقدية و بالتالي يصبح مال الإنسان رقم الكتروني في مكان ما و إذا أراد إنسان الأذى لإنسان آخر فما عليه الا أن يزيل هذا المال بضغطة زر و نرى الآثار الرهيبة من هذا التوجه، فبعد كل هذا السؤال هو الآن عن توجيهات قرآنية بهذا الخصوص




المتفكر في آيات القرآن الكريم يجد مستقبل المال و هذا في آية واحدة و هي الآية
( 14 ) من سورة آل عمران:
زُينَ لِلناسِ حُب الشهَوَاتِ مِنَ النسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذهَبِ وَالْفِضةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَومَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِذَ?لِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدنْيَا ?? وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ??
حيث نجد من التفكر في الآية الكريمة بأن المال بتعريف القرآن الكريم هو الذهب و الفضة فلم يُذكر في القرآن الكريم و لا في سنة حبيبنا محمد صلّى الله عليه وسلم أن المال يمكن أن يكون عبارة عن أوراق تطبع عليها قيمة ما و يمكننا فهم حكمة الله من ربط المال بالذهب و الفضة في النقاط التالية:
1. نجد بأنه في الاسلام يجب أن تكون قيمة المال في وسيطة المال، فقيمة الذهب و الفضة هي في ذات الدينار و الدرهم و بالتالي قيمة مال الإنسان إذا كانت في الذهب و الفضة هي مستقلة عن اقتصاد دولة و بالتالي هذا يقلل الى درجة كبيرة الأخطار الاستثمارية و المصائب المالية التي يمكن أن تحدث للإنسان.
2. سيكون هناك ترشيد في الانفاق إذا كان المال في الذهب و الفضة، و يمكن فهم ذلك من أن الإنسان عندما يرى بأنه ينفق من شيء ثمين يتلألأ أمام عينيه فإنه سيرّشد الانفاق أما إذا كان المال في بطاقة و لا ي رى الإنسان هذا المال فقيمة المائة و الألف دينار هي سواء في نظره.
. يقلل الاستثمار في الذهب و الفضة من الربا، بحيث أنه إذا وضع الانسان ماله في الذهب و الفضة فإن احتمالية أخذ فائدة (ربا) على ماله تقل بحيث أنه من الصعب اعطاء شريحة ذهب على كل سبيكة ذهب كربا و لكن في الأوراق النقدية فإنه من السهل إعطاء فائدة كأوراق على المال.




نجد أيضا بأنه في كل زمان فإن الله عز و جل يضع أهمية للذهب و الفضة عن طريق ايجاد استخدامات جديدة لهذين المعدنين، ففي زماننا هذا و في المستقبل القادم نجد بأن الذهب و الفضة يستخدمون في الكثير من التطبيقات و منها: الابحاث الطبية، الهندسة الطبية (كأطراف صناعية)، الفضاء (في الاقمار الصناعية)، الالكترونيات (طلي الاسلاك لزيادة الموصلية الكهربائية)، و غيرها من التطبيقات. و بالتالي ستبقى في كل زمان و مكان الأهمية الكبيرة للذهب و الفضة و هذا يؤكد توجيهات الله لنا باستخدام الذهب و الفضة في التعاملات المالية


علاج مشكلة النسيان و ضعف التركيزبهدي القرآن
هناك مشكلة يعاني منها الكثير من الناس و هي كثرة النسيان و قلة القدرة على التركيز، و لا يوجد تشخيص نافع و لا علاج شافي لهذه المشكلة بالاعتماد على الطب النفسي المعاصر



في الطب النفسي هناك ما يسمّى بمرض ADHD : Attention-Deficient Hyperactivity Disorder
و بعض أعراض هذا المرض هي التالي ذكرها
- سهولة الالتهاء بالأمور غير الهامة - عدم التركيز على التفاصيل - النسيان - الانتقال بين عمل و آخر بسرعة و عشوائية - الضجر السريع - أحلام اليقظة - ضعف القدرة على فهم الأمور و تحليلها



الأعراض المبيّنة أعلاه هي لما يعتقد الناس بأنه مرض نفسي و هذه الأعراض تضعف قدرة الإنسان على العطاء و التفاعل مع هذه الحياة. فإذا لجأنا الى كتاب الله لنجد التشخيص الصحيح لمشكلة النسيان و ضعف التركيز و العلاج الشافي لها فإننا نجد الأجابة من التفكر في الآيات التالية من القرآن الكريم.
الآية ( 63 ) من سورة الكهف:
?? قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصخْرَةِ فَإِني نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشيْطَانُ أَنْ أَذكْرَهُ وَاتخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا
حيث يعلمنا الله عز و جل من قصة موسى عليه السلام في رحلته للقاء العبد الصالح بأن سبب نسيان مرافق موسى عليه السلام للطعام هو الشيطان (فَإِني نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشيْطَانُ أَنْ أَذكْرَه ) مع العلم بأن الطعام في الرحلات الطويلة هو من أهم الأمور و بالتالي نستنتج من هذا بأن الشيطان هو السبب الوحيد الذي يجعلك تنسى الأمور الهامة في حياتك.
و إذا تفكرنا في الآية ( 71 ) من سورة الأنعام أيضا:
قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرنَا وَنرُد عَلَى? أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا الله كَالذِي اسْتَهْوَتْهُ الشيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِن هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى? ?? وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَب الْعَالَمِينَ ??
فإننا نجد بأن الله عز و جل يعلمنا بأن الشيطان هو السبب في جعل الإنسان حيران (كَالذِي اسْتَهْوَتْهُ الشيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ ) و الحيرة هي من أسباب النسيان و ضعف القدرة على التركيز. فإذا نستنتج مما سبق بأن الله عز و جل يعلمنا تشخيص مشكلة النسيان و ضعف التركيز في أن الشيطان هو المسبب لهذه المشكلة و لفهم كيف يقوم الشيطان بذلك علينا أن نتفكر في الآية ( 4) من سورة الناس:
مِنْ شَر الْوَسْوَاسِ الْخَناسِ
حيث يخبرنا المولى بأن هناك شر من الوسواس و هو الشيطان حيث نتعلم بأن قرين كل أنسان (أي شيطانه) يقوم بالوسوسة له (أي التحدث للإنسان) و لكن القرين في ذات الوقت هو خنّاس أي مستتر و متخفي و هذا يعني بأن قرين الإنسان (شيطانه) يتخفى من الإنسان أي لا يشعر الإنسان بوجوده، فالسؤال الآن هو عن كيفية تحقيق الشيطان لهذا (أي التحدث للإنسان و في ذات الوقت عدم شعور الإنسان به الجواب المنطقي الوحيد لهذا هو أن يقوم القرين بمطابقة صوته للصوت الذي يسمعه الإنسان في عقله عندما يفكّر مع نفسه بهدوء من جميع النواحي كالنبرة، اللغة، الاسلوب، و غيرها. فيسمع الإنسان أفكار في عقله و يعتقد بأنها من نفسه و لكنها في الحقيقة من قرينه. فمن هذا الفهم نستطيع أن نعرف كيف يتسبب قرين الإنسان (شيطانه) بالنسيان و ضعف التركيز للإنسان
و أوضح ذلك بالأمثلة التالية:
- عندما يريد الإنسان أن يتذكر القيام بشيء مهم في الصباح فيأتيه قرينه بصوت مطابق لصوت النفس و يوسوس له بأفكار يسمعها الإنسان في عقله تقول له مثلا: أنك ستتأخر عن العمل، نسيت اغلاق باب المنزل، و غيرها من الأفكار التي لا قيمة لها و بسبب هذا ينسى الإنسان القيام بالشيء المهم الذي أراد القيام به.
- عندما يريد طالب أن يدرس صفحة من كتاب، فيأتيه الشيطان بصوت مطابق لصوت النفس و يبدأ يحدثه و يذكره بلقاء حدث في الصباح أو تخيلات حول كيف سيكون لقاء معيّن بالغد و نتيجة لذلك يستغرق الطالب ساعات طويلة لدراسة صفحة واحدة من الكتاب و بالتالي ظاهرة ضعف التركيز.
- يشغل قرين الإنسان (شيطانه) الإنسان بتخيلات في عقله طوال اليوم مثل تخيّل كيف سيكون لقاء بينه و بين شخص يعرفه، تخيّل الوضع إذا أصبح مشهور، و غيرها من التخيلات التي لا قيمة لها و هذا يسمّى حاليا بأحلام اليقظة و نتيجة لذلك ينسى الإنسان الاشياء الهامة و يضعف تركيزه.
السؤال الآن هو عن علاج مشكلة النسيان و ضع التركيز بهدي القرآن و نتعلم هذا من التفكر في الآية ( 201 ) من
سورة الأعراف:
إِن الذِينَ اتقَوْا إِذَا مَسهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشيْطَانِ تَذَكرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
حيث يعلمنا الله كيفية التخلص من آثار الشيطان علينا، فإذا جاءت أفكار للإنسان من قرينه بصوت مطابق لصوت النفس تنسيه الأمور الهامة في حياته فعليه أن يتذكر بأن هذه الأفكار هي من الشيطان و ليست من نفسه (إِن الذِينَ اتقَوْا إِذَا مَسهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشيْطَانِ ) و أن هذه الأفكار مصممة لتتسبب للإنسان بالاضطراب النفسي و النسيان (تَذَكرُوا) و من ثم يقوم الانسان باهمال هذه الأفكار الشيطانيه و لا يفكر فيها و لا يتجاوب معها و من ثم يرّكز على الشيء الذي يريد القيام به من دراسة، عمل، و غيرها من الشؤون الهامة للإنسان. باستمرار قيام الإنسان
بهذا التمرين الذهني يصبح قادر على مقاومة أفكار الشيطان أكثر و أكثر عن طريق زيادة قدرة الانسان على تجاهل هذه الأفكار و عدم التفاعل معها و عدم مجاراتها.
فهم اكتشاف آينشتين بهدي القرآن:
Photo-) الاكتشاف الذي حاز على أساسه آينشتين بجائزة نوبل هو تفسيره لظاهرة تسمى بالفوتو-اليكترتك بحيث أن قبل آينشتين كان يعرف بأنه إذا سقط ضوء على سطح معدني بطاقة معينة فإن ذلك (Electric Effect .( يؤدي الى تحرير الكترونات من مداراتاها في النواة و توليد كهرباء في المعدن كما هو مبيّن في الصورة




فقبل آينشتين كان الناس يعتقدون بأن الضوء هو عبارة عن موجة متصلة مع بعضها البعض و لكن هذا الفهم لم يستطيع أن يفسر نتائج التجربة عندما يتم اسقاط ضوء باطوال موجيه مختلفه على السطح المعدني (ظاهرة الفوتو- اليكرتك)، فهنا جاء آينشتين و تفكر في هذه الظاهرة و قال بأن الطريقة الوحيدة لتفسير نتائج التجربة هو الاعتقاد بأن الضوء هو عبارة عن شيء متقطع أي ليس شيء متصل و أنه يتألف من حزم طاقة تسقط على المعدن و هذه الحزم عرفت باسم الفوتونات الضوئية و قد غيّرت هذه النظرة الجديدة للضوء مستقبل الفيزياء و آثار هذا الاكتشاف لا زالت موجودة في يومننا هذا في العديد من التطبيقات التكنولوجية، و قد نال آينشتين جائزة نوبل على هذا الاكتشاف
و لكننا نجد بأن هذا الاكتشاف هو معزول عن الدين تماما.
إذا لجأنا الى القرآن الكريم و تفكرنا فيه للبحث عن هذا الاكتشاف فإننا نجد بأن الله عز و جل يعلمنا هذا الاكتشاف
في آية واحدة و هي الآية ( 49 ) من سورة القمر:
إِنا كُل شَيْءٍ خَلَقْنَاه بِقَدَرٍ
حيث يعلمنا المولى عز و جل أنه خلق كل شيء بقدر و من معاني كلمة قدر هي الوحدات المتقطعة (فمثلا تقول ينزل المطر بمقدار أي بكمية محددة و ليست شيء متصل الى مالانهاية) فنتعلم من هذا بأن كل شيء خلقه الله في هذا الوجود و من ضمنه الضوء هو شيء متقطع (أي بقدر معين) أي يتالف من حزم و ليس شيء متصل الى مالانهاية و .(Photo-Electric Effect) هذا هو لب اكتشاف آينشتين بخصوص الضوء و ظاهرة الفوتو-اليكترك فنرى اخواني و اخواتي كيف أنه في آية واحدة قليلة الكلمات نجد اكتشاف عظيم قد غيّر وجه الفيزياء و التطبيقات التي تستخدم لتوليد الكهرباء من (Photo Cells) التكنولوجية، فمن تطبيقات هذا
الاكتشاف: الخلايا الشمسية
في آلات التصوير الحديثة حيث تتولد الكهرباء في (CCD) أثر سقوط ضوء الشمس عليها، الخلايا الحساسة للضوء . (( هذه الخلايا من أثر سقوط الضوء المرئي عليها، وغيرها من التطبيقات المهمة. (كما هو مبيّن في صورة ( 2
فالسؤال الآن هو أن الله عز و جل علّم المسلمين هذا الاكتشاف قبل آينشتين و
غيره فلماذا لا نرجع الى كتاب الله و
نصبح منارة العلم للناس أجميعن بدلا من وضعنا الحالي؟



فهم اكتشاف فوريير بهدي القرآن:
و اكتشاف هذا العالم هو أنه (Fourier) من العلماء الذي غيّر اكتشافهم وجه الرياضيات هو عالم يسمّى فوريير عندما درس و حلل الاشارات في الخلق وجد بأنه على الرغم من كون شكل هذه الاشارات معقّد جدا كاشارة صوت الانسان و قلبه فإن هذه الاشارات المعقدة هي في الواقع تتالف من اشارة واحدة و هي ما يسمى في الرياضيات باقتران و لهذا الاكتشاف تطبيقات تكنولوجية كثيرة جدا مثل تسجيل و معالجة الصوت في اجهزة التلفزيون و (Sin) الجيب غيرها من الاجهزة الالكترونية كما هو مبيّن في الصورة




فإذا لجانا الى القرآن الكريم فإننا نجد هذا الاكتشاف في آية واحدة و هي الآية ( 30 ) من سورة الأنبياء:
?? أَوَلَمْ يَرَ الذِينَ كَفَرُوا أَن السمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُل شَيْءٍ حَي أَفَلَا يؤُمِنُونَ
حيث يعلمنا الله عز و جل في هذه الآية الكريمة بأنه جعل من الماء كل شيء حي و معنى الجعل في اللغة هو تحوّل الصيرورة أي التحول من شكل لآخر، فمثلا تقول جعلت الماء ثلجا أي تغيّر شكله من الماء السائل الى الصلب مع بقاءه ماء في كلى الحالتين، فإذا طبّقنا هذا الفهم على قول الحق: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُل شَيْءٍ حَي ) فإننا نكتشف شيء عظيم و هو أن جميع المخلوقات من انسان، جبال، سحاب، و غ يرها هي عبارة عن ماء بصور مختلفة، فإذا من البديهي أن تكون الاشارة الناتجة من هذه المخلوقات عند حركتها و القيام بوظائفها هي مثل الاشارة الناتجة عن الماء عند حركته من مكان لآخر و القيام بوظائفه و هذا يفسّر اكتشاف فوريير و يضيف اليه كما هو مبيّن



فهم نظرية براين جرين بهدي القرآن:
من العلماء المعاصرين هو براين جرين و هو يعتبر من أبرز العلماء الذين وضعوا نظرية تسمى بنظرية الخيوط بحيث يؤمّل لهذه النظرية أن تكون النظرية النهائية للكون بحيث تعطي فهم كامل عن الكون و أن هذا الفهم الكامل للكون سيكون له تطبيقات تكنولوجية كبيرة جدا، و أساس هذه النظرية هو أن الوحدة الاساسية التي يتألف منها هذا الكون هي خيط بحالة اهتزازية و هذا يعني بأن الذرة التي كانت تعد أصغر مكون للمادة هي ليست كذلك و لكن هناك ما هو أصغر منها و هي الخيوط التي تكون في حالة اهتزازية كما هو مبيّن في الصورة




إذا تفكرنا في كتاب الله عز و جل فإننا نجد هذا الاكتشاف و ذلك عن طريق التفكر في الآية ( 7) من سورة الذاريات:
وَالسمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ
حيث يعلمنا الله عز و جل في هذه الآية الكريمة بأن السماء تتألف من الحُبُك و من معاني الحبك هو الخيوط المحبوكة مع بعضها البعض لتكوين الحبال (من حباكة)، فنتعلم من هذا بأن الوحدة الاساسية المؤلفة للخلق هي خيوط و هذا هو اكتشاف نظرية الخيوط كما هو مبيّن في صورة
هل ذكاء الإنسان وراثي؟
هناك ملاحظة في المجتمع و هي أن كثير من الآباء و الأمهات يقولون بأن أحد أبنائهم ذكي و الآخر غبي و أن هذا نصيبنا و قدرنا، فمن هذه الملاحظة يأتي السؤال حول ذكاء الإنسان و هل هو وراثي أم لا؟ بكلمات أخرى هل هناك أناس يولد ون اذكياء و عباقرة و آخرين يولود ون اغبياء؟ للاجابة على هذا السؤال علينا أن نلجأ الى القرآن الكريم بدلا من اسلوب الظن و إذا فعلنا ذلك و تفكرنا في الآيات التالي ذكرها فإننا نجد الاجابة الشافية كما هو مبيّن فيما يلي: إذا تفكرنا في أول آية في القرآن الكريم و هي الآية ( 1) من سورة الفاتحة:
بِسْمِ اللهِ الله الرحْمَ?نِ الرحِيمِ
الحمد لله رب العالمين
فإننا نجد بأن أكثر صفة لازمها الله لذاته العليه هي صفة الرحمة، و علاقة هذا بالسؤال حول كون ذكاء الانسان وراثي أم لا هو أن صفة الرحمة تتعارض تماما مع أن يولد إنسان و هو غبي لإن الانسان الغبي له العلامات التالية في
شخصيته:
1. كثرة الوقوع في الخطأ لسهولة التغرير به و اقناعه بأن الحرام هو حلال.
2. عدم القدرة الكبيرة على استيعاب كلام الله في القرآن الكريم.
3. الافراط في الغضب، الاستفزاز، و غيرها من الصفات التي تتسبب للإنسان بالألم و الضيق النفسي.
4. كثرة القابلية للتسبب بالضر الجسدي ذاتيا أي من قبل ذات الشخص و التسبب أيضا بالضر للآخرين.
5. عدم أخذ فرص كثيرة في هذه الحياة و محدودية الانتاجية. و غيرها من الصفات السيئة و بالتالي الافتراض بأن الله خلق الإنسان على هذه الشاكلة يتعارض مع ادنى متطلبات الرحمة و بالتالي الاستنتاج المنطقي هنا هو أن ذكاء الإنسان هو ليس بالوراثة من الأب و الأم. من - دليل آخر على كون ذكاء الإنسان ليس وراثيا و اكتشاف عظيم من القرآن نجده من التفكر في الآيات
سورة البلد:
أَلَمْ نَجْعَلْ لَه عَيْنَيْنِ * وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاه النجْدَ يْنِ
حيث يخبرنا المولى عز و جل في هذه الآيات الكريمة عن نعمه على الإنسان بحيث جعل له عينين و لسانا و شفتين و من ثم يقول المولى عز و جل (وَهَدَيْنَاه النجْدَيْنِ ) فالسؤال هنا هو عن المقصود بالنجدين، التفسير السائد بين الناس هو أن النجدين هما طريقي الخير و الشر و لكن بالتفكر في هذا يتضح بأنه غير صحيح و لا يستقيم مع سياق الآية الكريمة، بحيث أن الله عز و جل يصف أعضاء في رأس الإنسان مثل العينين و اللسان و الشفتين فمن المنطقي أن يستمر الوصف لأعضاء رأس الإنسان و ليس تغيير السياق الى طريق الخير و الشر مع العلم بأن الاعضاء المذكورة لحد قول الله (وَهَدَيْنَاه النجْدَيْنِ ) لا تستطيع بمفردها أن تهدي الإنسان الى طريق الخير أو الشر. فإذا تفكرنا في المقصود بالنجدين فإننا نجد بأن كلمة نَج د في اللغة تعني الأرض المرتفعة و إذا ربطنا هذا الوصف مع عضو في رأس الإنسان و هو الدماغ فإننا نجد و سبحان الله العظيم بأن الدماغ البشري هو مثل قطعتي أرض مرتفعات و بينهما اخدود كما هو مبيّن في صور




و اكتشاف آخر في قول الحق (وَهَدَيْنَاه النجْدَيْنِ ) هو أن الله عز و جل فرّق بين الجزء الأيمن من الدماغ و الجزء الأيسر لأنه لم يقل وهديناه النجد فنجد بأن الله عز و جل حدد وجود نجدين أي جزئين للدماغ و هذا يدلنا على اختلاف وظيفة الجزء الأيمن عن الأيسر و هذا قد تم اثباته في العلم الحديث بحيث الجزء الأيمن له وظائف تختلف عن الأيسر. و الدليل الآخر على أن ذكاء الإنسان هو ليس وراثيا نجده من قول الله عز و جل: (وَهَدَيْنَاه النجْدَيْنِ ) حيث يخبرنا الله بأنه أعطى هدية لكل إنسان و هي النجدين أي الدماغ و لم يحدد الله بأنه أعطى هدية الدماغ لبعض الناس و حجب ذلك عن آخرين. يعلمنا الله عز و جل أيضا من آية واحدة فقط في القرآن الكريم كيف يعمل الدماغ البشري و هو شيء حيّر العلماء لوقتنا هذا، و هذه الآية هي الآية ( 256 ) من سورة البقرة:
? لَا إِكْرَاه فِي الدينِ قَدْ تَبَينَ الرشْدُ مِنَ الْغَي ?? فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطاغُوتِ وَيؤُمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَة الْوُثْقَى? لَا انْفِصَامَ لَهَا وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ
حيث إذا تفكرنا في هذه الآية الكريمة نجد بأن الله عز و جل في بداية الآية يبيّن أنه قد تبيّن الرشد من الغي و يمكن للإنسان أن يميّز بين الحق و الباطل إذا أيقن بآيات الله و يكون الانسان على يقين بآيات الله إذا تفكر فيها، مع العلم بأن التفكر يتم في الدماغ البشري و يخبرنا المولى بأن ثمرة هذا التدبر في آيات الله هي تكوّن العروة الوثقى (بِالْعُرْوَة الْوُثْقَى? )، فالسؤال هو عن ماهية هذه العروة الوثقى؟ الجواب المنطقي هو أن هذه العروة الوثقى يجب أن تكون في الدماغ البشري لأن التفكر هو في الدماغ، فإذا تفكرنا في كيفية خلق الله للدماغ البشري فإننا نجد بأن الدماغ يتألف من بلايين الخلايا العصبية و هي التي تأ لّف هيكلية الدماغ .( كما هو مبيّن في صورة




فنتعلم من الآية الكريمة أن التفكر و التدبر في آيات الله يؤدي الى تك ون ع روة وثقى و العروة هي الرابطة التي تنشأ عند ربط خيط بآخر، فإذا قارنا شكل العروة التي تنشأ عند ربط الخيوط مع بعضها البعض مع الروابط التي تنشأ عند ارتباط الخلايا العصبية في الدماغ مع بعضها البعض فإننا نجد و سبحان الله العظيم تطابق بين الشكلين كما هو مبيّن في صورة




نتعلم ايضا من القرآن الكريم كيف يتكون ذكاء الإنسان و ذلك عن طريق التفكر في الآية ( 14 ) من سورة المؤمنون:
ثُم خَلَقْنَا النطْفَة عَلَقَة فَخَلَقْنَا الْعَلَقَة مُضْغَة فَخَلَقْنَا الْمُضْغَة عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُم أَنْشَأْنَاه خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ??
حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة بأنه بعد أن يعطي الله مكونات جسم الإنسان في رحم الأم (ثُم خَلَقْنَا النطْفَة عَلَقَة فَخَلَقْنَا الْعَلَقَة مُضْغَة فَخَلَقْنَا الْمُضْغَة عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) فإن الله يبيّن لنا كيف ينمو
جسم الإنسان في قوله (ثُم أَنْشَأْنَاه خَلْقًا آخَرَ )، حيث نتعلم من هذا بأنه بعد ولادة الانسان فإن جسم الإنسان ينمو بطريقة خلق مختلفة عن التي تكون في رحم الأم بحيث أنه في رحم الأم يتم وضع المادة اللازمة للنمو السليم لجسم الإنسان و لوجود ذكاء كامل لذلك الإنسان و أنه بعد الولادة يتم نضج الجسم عن طريق التحفيز و التحفيز يتم عن طريق التدريب فنجد بأن الطفل يحب اللعب و هذا اللعب يحفز عضلاته، عظمه، و جميع أعضاء جسمه ماعدا دماغه، و أما الذي يحفز دماغ الإنسان بعد الولادة هو التفكير فنجد بأن الطفل يحب كثرة السؤال و الربط بين الأمور .( و هذا هو الذي يحفز نضج الدماغ (أي ذكاء ذلك الإنسان) كما هو مبيّن في صورة
فإذا ربطنا هذا العلم من القرآن بالفهم من الآية ( 256 ) من سورة البقرة بأن التفكر يؤدي الى تكوّن العروة الوثقى في الدماغ البشري فنتعلم من هذا بأن هناك قوى مختلفة للوصلات العصبية في الدماغ البشري و هذا ما توصل اليه العلم الحديث بحيث أنه قد تم بيان بأن الوصلات العصبية في الدماغ ليست بنفس مستويات القوة و يمكننا فهم كيف تتكون هذه الوصلات العصبية في الدماغ (العروة) عن طريق اعطاء المثال التالي و الموضّح في صورة




نعلم بأن هناك عدد محدود من الخلايا العصبية في الدماغ و عدد محدود أيضا من الوصلات العصبية التي تستطيع هذه الخلايا عملها، و لتوضيح هذا أكثر فإذا تفكرنا في الوصلات العصبية كأنها اسلاك كهربائية فعندما يريد الانسان تشغيل الدماغ لعمل وظيفة معينة كالربط بين أمور معينة لفهم أمر ما فإن هذه الاسلاك تتصل مع بعضها البعض لتكوين دوائر كهربائية قادرة على فعل ذلك، فالله عز و جل ييسّر عليك هذا بأنه كلما تفكرت أكثر و أكثر فإن عدد الوصلات العصبية (الاسلاك) تزداد في العدد و في القوة بحيث أن هذه الزيادة في القوة تعني سرعة في التفكير و القدرة على رد فعل سريع (أي زيادة في ذكاء الإنسان). و إذا اراد الانسان أن يعمل وظيفة أخرى في الدماغ مثل حفظ كمية كبيرة من المعلومات (التلقين) فإن الوصلات العصبية في الدماغ لها القدرة على فك الارتباط مع بعضها البعض (كفك عروة قد ربطت بين خيطين) و من ثم ترتبط هذه الوصلات العصبية (الاسلاك) لتكوين دائرة كهربائية جديدة ت يّسر على الإنسان القدرة على حفظ المعلومات، و
لكن بما أن هناك عدد محدود من الوصلات العصبية (الاسلاك) و وصلاتها فإن لعمل دائرة كهربائية كبيرة لحفظ لمعلومات في الدماغ فذلك يعني أخذ وصلات كهربائية من دوائر المنطق في الدماغ و بالتالي تقليل ذكاء الإنسان. و هذا ينطبق على تدريب العقل على القيام بوظائف لا قيمة كبيرة لها مثل التخيل، الكذب، الخداع، و غيرها فإذا قام الإنسان بتدريب العقل على هذا الأعمال فإن ذكائه سيقل بدرجات كبيرة لأن عدد الخلايا العصبية و وصلاتها محدود في الدماغ البشري و ستذهب هذه الوصلات الى الاعمال التي لا قيمة لها و يبقى القليل لدوائر المنطق، الفهم، و التحليل (أي لذكاء الإنسان).
استخدام النحاس في التطبيقات العسكرية
يأتي هذا العنوان من التفكر في الآية ( 35 ) من سورة الرحمن:
يرُسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ
حيث نجد بأن الله عز و جل يخبرنا في هذه الآية الكريمة بأنه قادر على أن يرسل على الجن و الانس شواظ و من معاني الشواظ هو اللهب و نلاحظ بأن الله عز و جل يصف لنا كيفية تكوّن هذا اللهب الذي لا يستطيع معشري الجن و الانس أن يمتنعان منه و لا ينتصران بحيث أن هذا اللهب تكوّن من خلط النار مع النحاس،
فالسؤال الآن هو عن أهمية ذكر الله لمعدن النحاس دون المعادة الأخرى كالحديد في وصفه لقوة هذا اللهب؟
نجد الاجابة على هذا السؤال عن طريق ربط هذه الآية مع الآية ( 35 ) من سورة ص:
?? قَالَ رَب اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي انكَ أَنْتَ الْوَهابُ
حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة أن سليمان عليه السلام قد سأل الله ملكا لا يعطى لأحد من بعده و هذا يدلنا
على أن كل شيء في ملك سليمان عليه السلام هو متفوق على جميع الممالك الأخرى في المكان و الزمان، و إذا ربطنا
هذا مع الآية ( 12 ) من سورة سبأ:
ولِسُلَيْمَانَ الريحَ غُدُوهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَه عَيْنَ الْقِطْرِوَمِنَ الْجِن مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبهِ ?? وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْه مِنْ عَذَابِ السعِيرِ ?? فإننا نجد وصف في هذه الآية الكريمة للنعم التي أنعمها الله عز و جل على سليمان عليه السلام، و نجد وصف لأسباب القوة التي اعطاها الله سبحانه و تعالى من أمر الريح و الجن لخدمة سليمان عليه السلام،
و من حيث القوةالعسكرية فإننا نجد بأن المعدن الذي تم تسهيله لاستخدامات سليمان عليه السلام هو النحاس (وَأَسَلْنَا لَه عَيْنَ الْقِطْرِ ) حيث نجد بأن الله عز و جل قد اسال مصادر النحاس لسيلمان و بالتالي سهولة تصنيع هذا المعدن لما يريد سليمان عليه السلام.
فإذا ربطنا هذا مع الآية الكريمة التي فيها وصف للهب الذي لا قبل للجن و الانس به و الذي يتكون من مزج النار و النحاس
فإننا نتعلم بأن الله عز و جل يخبرنا أن لمعدن النحاس تطبيقات عسكرية كبيرة جدا. فالخطوة التالية هي رؤية الأثر الذي يعمله النحاس عند اضافته للنار و بعض جوانب هذا هي مبيّنة في النقاط التالية:
1. خلط اكسيد النحاس مع النار:
في التجارب العملية عند خلط أكسيد النحاس مع النار فإن الناتج هو لهب قد تبلغ درجة حرارته 2500 درجة مئوية و هذه الحرارة لا يمكن التوصّل لها باشعال نار عادية، و يتضح أهمية هذه الدرجة عند دراسة درجة انصهار المواد المختلفة كما هو مبيّن في صورة




صورة ( 1): درجة انصهار المواد المختلفة.
فإننا نجد بأن درجة حرارة اللهب المتولّد من خلط النار و اكسيد النحاس هي اعلى من درجة انصهار غالبية المواد المعروفة للبشر و هذا يعني بأن هذا اللهب قادر على اذابة أي منشأ يصنعه الإنسان أو أي درع يحتمي وارئه الانسان و من هنا نفهم اكثر قول الله عز و جل
(يرُسَل عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ )
حيث أن اللهب الذي ينتج من خلط النار و النحاس لا يستطيع لأي إنسان أن يمتنع عنه أو يهرب منه (فَلَا تَنْتَصِرَانِ ) لأن هذا اللهب قادر على تحطيم أي شيء يحتمي به الإنسان. و إذا تفكرنا في جانب آخر من مزج النار و النحاس و هو نوع الاشعاع الذي يصدره احتراق اكسيد النحاس فإننا نجد بأن هذا الاحتراق يؤدي الى توليد اشعاعات تغطي جزء كبير من الطيف الكهرومغناطيسي و هذا يعني بأن مزج النار و النحاس يولّد اشعاعات قوية جدا و منها الامواج فوق البنفسجية و التي يؤدي الى م وت الخلايا الحية إذا كانت طاقتها كبيرة كالتي تنتج من احتراق اكسيد النحاس و هذا يعطينا فهم أعمق لقول الله عز و جل
(يرُسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ )
بحيث ان اللهب الذي ينتج من النار و النحاس لا يستطيع إنسان أن يتحمله أو .( يهرب منه كما هو مبيّن في صورة ( 2



صورة ( 2): توليّد امواج فوق البنفسجية من اشتعال اكسيد النحاس.


2. قدرة النحاس على تعطيل عمل الرادار:
إذا تفكرنا أكثر في تطبيقات النحاس في الأمور العسكرية فإننا نجد بأن النحاس يستخدم الآن لتعطيل عمل الرادار و لفهم ذلك علينا فهم كيف يعمل الرادار، فيعمل الرادار عن طريق ارسال امواج كهرومغناطيسية (امواج الراديو) و عندما تصطدم هذه الأمواج بجسم ما مثل جسم طائرة فإن جزء من هذه الأمواج ينعكس و يتم .( استقباله في محطة الارسال و يتم بعد ذلك تحديد ارتفاع، سرعة، و مكان الطائرة
كما هو مبيّن في صورة ( 3

صورة ( 3): بيان كيفية عمل الرادار في التطبيقات الهندسية.


ففي زماننا هذا هناك بحث حثيث حول كيفية تشويش عمل الرادار بحيث لا يستطيع رصد الطائرة، و في هذا المجال هناك اكتشاف كبير يؤمل له أن يكون الطريق لتعطيل عمل الرادار و المبدأ الرئيسي لهذا الاكتشاف هو وضع النحاس حول الجسم المراد عدم رصده من قبل الرادار و هذا بدوره يؤدي الى جذب الأمواج الكهرومغناطيسية في داخل هذا النحاس المحيط بالجسم و يؤدي هذا الجذب بدوره الى خروج الامواج الكهرومغناطيسية للرادار من خلف الجسم و تجمعها مرة أخ رى و بالتالي تنعكس كمية قليلة جدا من هذه الأمواج باتجاه محطة ارسال الرادار و بالتالي عدم رصد .( الجسم من قبل الرادار كما هو مبيّن في صورة ( 4



صورة ( 4): تعطيل عمل الرادار بوضع النحاس حول الاجسام المراد عدم رصدها.


و يمكننا فهم هذا الاكتشاف الكبير من التفكر في الماء و كيفية تدفقه حول صخرة ملساء في النار، فإننا نجد بأنه إذا كانت الصخرة ملساء جدا فإن امواج الماء تمر حول الصخرة و تتجمع بعدها و بالتالي كمية قليلة من طاقة الأمواج (( تنعكس و هذا لب الاكتشاف الكبير حول كيفية عدم رصد الاجسام من قبل الرادار. (كما هو مبيّن في صورة ( 4




3. قدرة النحاس على حماية الأجهزة الالكترونية:
تطبيق آخر للنحاس هو في مجال حماية الأجهزة الاكترونية بحيث أنه في زماننا هذا هناك خطر من أن بعض الاسلحة المستخدمة في الحرب الحديثة قد تؤدي الى تعطيل الأجهزة الالكترونية و الكهربائية بسبب توليدها لأمواج كهرومغناطيسية قوية جدا، فنجد و سبحان الله العظيم تطبيق آخر للنحاس في هذا بحيث وجد أن وضع قفص من النحاس حول الأجهزة الالكترونية يؤدي الى حمايتها من الاشعاع الكهرومغناطيسي الخارجي بحيث يقوم القفص
النحاسي بحصد الطاقة الكهرومغناطيسية الخارجية و بالتالي طاقة قليلة جدا من هذا الاشعاع تنفذ الى داخل القفص و .( بالتالي حماية الأجهزة الالكترونية و الكهربائية التي تكون في داخل القفص كما هو مبيّن في صورة ( 5



صورة ( 5): قفص نحاسي للحماية من الأمواج الكهرومغناطيسية.


نجد اخواني و اخواتي مما سبق جانب من حكمة الله عز و جل من ذكر النحاس في الآية التي تتحدث عن غلبة الله لمعشري الجن و الانس و لماذا أيضا ذكُر معدن النحاس في وصف مُ لك سليمان عليه السلام و قوة جيشه.
و نلاحظ كيف أن الله عز و جل قد أعطى المسلمين أسباب القوة في القرآن الكريم و لكن لهجر غالبية المسلمين القرآن فإنهم يجدوا أنفسهم في موضع ضعف فالحل هو الرجوع الى القرآن و التفكر في آياته و تطبيقها عمليا.
سبحان الملك
صور علمية للبعث (احياء الموتى):
28 ) من سورة النبأ: - كمقدمة لموضوع البعث (احياء الموتى) نريد أن نتفكر في الآيتين ( 27
إِنهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذبُوا بِآيَاتِنَا كِذابًا
حيث نتعلم من هاتين الآيتين أن الانسان الذي لا يريد أن يحاسب على أفعاله في هذه الحياة الدنيا
(إِنهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا)
فإنه كثير التكذيب بآيات الله عز و جل (وَكَذبُوا بِآيَاتِنَا كِذابًا) و أكبر آية يكذّب بها الانسان
الذي لا يريد أن يحاسب على أفعاله نتعلمها من التفكر في الآية ( 25 ) من سورة الجاثية: وَإِذَا تُتْلَى? عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَينَاتٍ مَا كَانَ حُجتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
حيث نتعلم بأن الآية الرئيسية التي يكذّب بها الذين لا يرجون حساباهي التكذيب ببعثهم يوم القيامة للحشر و الحساب (إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) لأنه لو كان هناك احياء للموتى فهذا
يعني بالضرورة أن هناك حشر و حساب على الأعمال في هذه الحياة الدنيا.
فخطورة هذا التكذيب بالبعث (احياء الموتى) هو أن الانسان عندما يؤمن بأنه لن
يبعث و لن يحاسب فهذا يعني أنه
ليس هناك أي رادع له للقيام بالظلم و البطش، و لهذا نجد بأن الذي لا يؤمن بأن
الله سيحيي الموتى فإنه يرتكب
الظلم الشديد و بالتالي إذا زاد عدد الذين لا يؤمنون بالبعث فإن الفوضى ستعم
بالأرض مما يؤدي الى خراب هذه
الأرض و نجد من هذا الكثير في زماننا هذا.
فإذا لجأنا الى القرآن الكريم لمعالجة هذا المرض (أي التكذيب بالبعث) فإننا نجد الدواء من التفكر في الآية ( 9) من
سورة فاطر:
?? وَالله الذِي أَرْسَلَ الريَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاه إِلَى? بَلَدٍ مَيتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَ?لِكَ النشُورُ
حيث نجد بأن الله عز و جل في هذه الآية الكريمة يصف لنا كيفية احيائه للأرض الميتة عن طريق ارسال الرياح لاثارة
السحب و سياقته الى بلد ميت (أي أرض لا نبات فيها) و تسخير المطر لاحياء هذه الأرض الميتة
(وَالله الذِي أَرْسَلَ الريَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاه إِلَى? بَلَدٍ مَيتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)
و بعد وصف مراحل احياء الأرض الميتة بانبات النبات فيها يقول الحق (كَذَ?لِكَ النشُورُ ) أي أن النشور و هو احياء الموتى سيكون بذات
آلية انبات النبات في الأرض الميتة. فهذا الهدي القرآني يعلمنا كيفية الاجابة على
الذين يكذّبون بالبعث و ذلك عن
بيان كيفية احياء الموتى يوم القيامة بمنظور علمي أي بيان الخطوات العلمية
لاحياء الموتى، فعندما يرى الانسان هذه الآية العظيمة من الله فسيكون ذلك امتحان له فيما إذا كان سيؤمن بها أم يكفر.
و من الجدير بالذكر أيضا أن حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلم في العديد من الأحاديث قد بيّن لنا كيفية البعث و مثال على هذه الأحاديث هو الحديث المبيّن فيما يلي:
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما تنبت البقل وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب (رواه البخاري)
حيث نتعلم من هذا الحديث الشريف أن انبات الناس يوم القيامة (أي احياء الموتى) (ثم ينزل من السماء ماء فينبتون) سيكون مثل انبات البقل (أي النبات) (كما تنبت البقل) و هذا الهدي هو مطابق تماما لهدي القرآن الكريم في موضوع كيفية احياء الموتى. فبما أن الله عز و جل يعلمنا أن احياء الموتى سيكون بذات آلية انبات النبات فلمعرفة كيفية احياء الموتى ما علينا الا أن نتعقب خطوات احياء الأرض الميتة بانبات النبات فيها و هذه الخطوات مبيّنة فيما يلي:
1. بداية احياء الأرض الميتة هي وجود بذور النبات فيها و التي تحتوي على الخلايا الأم التي تستطيع أن تنقسم و تصبح أي خلية تحتاجها النبتة من خلية مص نّعة لمادة الخشب، الورق، و غيرها. و بالنسبة للإنسان فإنه عندما يموت و يدفن في التراب فإن جسمه كله يتحلل حتى أسنانه ما عدا قطعة عظمية صغيرة (بحجم بذرة بقل) لا تتحلل على الاطلاق و هي التي ذكرها حبيبنا محمد صلّى الله عليه و سلّم في الحديث بعجب الذنب (وليس في الإنسان شيء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب)، و هذه العظمة هي آخر عظمة في سلسلة العمود الفقري
في نهاية منطقة العصعص و من الجدير بالذكر أن داخل هذه القطعة العظمية هناك خلايا أم تستطيع الانقسام لتصبح أي خلية يحتاجها جسم الإنسان من خلايا عظمية، جلدية، عصبية، و غيرها. و إذا قارنا شكل عظمة عجب الذنب .( التي تبقى في القبر مع بذرة النبات فإننا نجد تشابه مذهل بين الاثنين كما هو مبيّن في صورة ( 1




2. فنتعلم من هذا بأن عظام عجب الذنب هي بمثابة بذور منثورة في الأرض الميتة كما هو الحال في وضع بذور في .( التربة لاحياء الأرض الميتة كما هو مبيّن في صورة ( 2




و كما هو الحال في سياقة السحاب الى الأرض الميتة لانزال المطر لتهتز الخلايا في داخل بذرة النبات لتنتج أنسجة النبتة المختلفة، فإنه في يوم القيامة سينزّل الله المطر على القبور التي تحتوي على عظام عجب الذنب للبشر لتهتز الخلايا الأم في داخل هذه العظمة لتنتج أنسجة الجسم المختلفة لينمو جسم الإنسان من هذه العظمة كما تنمو النبتة من بذرتها.
3. عندما ينزل المطر و تهتز الخلايا الأم في بذرة النبات فإن جنين النبات يتكون في داخل البذرة و يتعلق بالجدار الداخلي للبذرة، و بالنسبة للانسان فيوم القيامة عندما ينزّل الله المطر على القبور و تهتز الخلايا الأم في داخل عظمة نهاية العمود الفقري فإن جنين الإنسان يبدأ بالنمو و إذا قارنا تعلّق جنين الإنسان في داخل الرحم مع تعلّق جنين
.( النبات في داخل البذرة فإننا نجد تطابق كبير بين الإثنين كما هو مبيّن في صورة




4. بعد تكوّن جنين النبات يبدأ تكون أنسجة النبتة المختلفة و إذا قارنا النسيج الذي يحمل وزن النبتة و هو الخشب مع النسيج الذي يحمل وزن جسم الإنسان و هو العظم فإننا نجد تطابق تام بين الاثنين من كل النواحي كالتصميم، .( القوة، و غيرها كما هو مبيّن في صورة (



5. بعد تكوّن العظم فإن الله عز و جل يكسو العظام لحما و من مكوّنات اللحم هو العضلات فإذا تفكرنا في خلق الله للعضلات في جسم الإنسان فإننا نجد و سبحان الله العظيم بأن تصميم العضلات على مستوى الميكروميتر هو مطابق تماما لنمط توزيع الأوراق على جذع النبتة تصديقا لقول الحق في سورة نوح – الآية ( 17
وَالله أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا
.( كما هو مبيّن في صورة (




6. و من مكوّنات اللحم أيضا هو الأوعية الدموية في جسم الإنسان فإذا قارنا بين خلق الله للأوعية الدموية مع .( الأغصان في النبات فإننا نجد تطابق تام بين الاثنين كما هو مبيّن في صورة




و إذا تفكرنا في سورة القمر – الآية ( 7
خُشعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ
فإننا نجد بأن الله عز و جل يخبرنا بأن حال الناس بعد البعث سيكون مثل الجراد المنتشر و إذا تفكرنا في هذا الوصف أكثر فإننا نجد بأن الجراد يضع بيضه في داخل الأرض و يمكن أن يبقى في داخل التربة لسبعة عشر عاما و من ثم يخرج الجراد و ينتشر في الأرض و هذا شبيه جدا لبقاء عظمة عجب الذنب للإنسان في الأرض فترة طويلة و من ثم ينتشر .( الناس في الأرض بعد البعث كالجراد كما هو مبيّن في صورة ( 7




نلاحظ مما سبق أن احياء الموتى يوم القيامة سيكون مطابق تماما لاحياء الأرض الميتة بانبات النبات فيها و هذه آية عظيمة من الله عز و جل تبيّن حقيقة البعث و الحساب.
اكتشاف من وصف الجنة و النار في القرآن الكريم:
يبيّن هذا الموضوع آيات علمية من التفكر في وصف الله عز و جل للجنة و النار في القرآن الكريم، فإذا بدأنا بوصف
الله للجنة فإننا نجد بأنه في العديد من الآيات هناك التركيز على اللون الأخضر كاللون الرئيسي و السائد للجنة، فمثلا
إذا تفكرنا في الآية ( 31 ) من سورة الكهف:
أُولَ?ئِكَ لَهُمْ جَناتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ??
فإننا نجد بأن الله عز و جل يصف اللون الأخضر لثياب أهل الجنة (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) و أيضا إذا تفكرنا في الآية ( 76 ) من سورة الرحمن:
مُتكِئِينَ عَلَى? رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَري حِسَانٍ
نجد أيضا اللون الأخضر هو لون الفرش و البُسُط في الجنة (رَفْرَفٍ خُضْرٍ )، فالسؤال الآن هو عن حكمة الله في ذكر اللون الأخضر في وصف الجنة (أي لماذا اختار الله اللون الأخضر ليكون اللون السائد للجنة؟) نستطيع الاجابة عن هذا السؤال عن طريق التفكر في آيات القرآن الكريم، حيث نتعلم من آيات القرآن بأن الجنة فيها
راحة تامة للإنسان و هذا يعني بأن اللون الأخضر سيكون سببا من أسباب راحة و نعيم الإنسان في الجنة أي أن اللون
الأخضر سيكون له تأثير فسيولوجي على جسم الإنسان و لمعرفة هذا التأثير ما علينا إلا أن نتفكر في الأعراض
الجسمية لرؤية الإنسان لمشهد أو صورة تغلب عليها اللون الأخضر و في هذا فقد أثبت علميا أن رؤية مشهد يغلب
عليه اللون الأخضر يؤدي الى الأمور الفسيولوجية التالية في جسم الإنسان: 1. إنخفاض نبض القلب. 2. إنخفاض ضغط الدم. 3. استرخاء العضلات.
. و غيرها من التأثيرات الايجابية على جسم الإنسان كما هو مبيّن في صورة




و من هنا نفهم أكثر اخواني و اخواتي حكمة الله في اختيار اللون الأخضر ليكون اللون السائد للجنة و ذلك ليكون ذلك سببا في نعيم الذين أنعم الله عليهم بدخول الجنة. آيات أخرى نتعلمها من اللون الأخضر للجنة تكمن من التفكر في الآية ( 20 ) من سورة الإنسان:
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَم رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا
حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة أن الرؤية في الجنة يسيرة على الإنسان بدليل قوله تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَم رَأَيْتَ )
فالسؤال الآن هو: هل هناك علاقة بين كون اللون الأخضر هو اللون السائد للجنة و يُسر الرؤية على الإنسان هناك؟
للاجابة على هذا السؤال علينا التفكر في خلق الله للعين البشرية، فإذا فعلنا ذلك فإننا نجد بأن الله عز و جل قد وضع
خلايا مستقبلة للضوء في العين و هذه الخلايا تحتوي على صبغات تستطيع أن تلتقط اللون الساقط على العين، فإذا
قمنا بتحليل حساسية هذه الخلايا للضوء فإننا نجد و سبحان الله العظيم أن الخلايا الحساسة للّون في العين لها أكبر
حساسية ل لّون الأخضر (للطول الموجي 550 نانوميتر و هو ذات الطول الموجي للون الأخضر)
كما هو مبيّن صورة 2




و كون العين لها أكبر حساسية للون الأخضر يعني الأمور التالية:
1. قدرة العين على رؤية الأجسام الخضراء بدون تعب مقارنة بأجسام لها ألوان مختلفة و ذلك للحساسية العالية للون الأخضر فالعين ليست بحاجة الى الاستعانة بآليات أخرى للتركيز لرؤية الأجسام الخضراء مثل التفعيل الزائد لعضلات العين لزيادة قوة الابصار.
2. قدرة العين على رؤية الأجسام الخضراء على مسافة أكبر مقارنة بأجسام لها ألوان مختلفة، فمثلا إذا قارنا قدرة العين على رؤية لوحة خضراء ذات حجم معيّن و لوحة حمراء لها ذات الحجم فإن العين تستطيع أن ترى اللوحة الخضراء على مسافة تقدّر بثلاثة اضعاف المسافة التي تستطيع أن ترى اللوحة الحمراء. بناءا على ما سبق فإننا نجد تطبيقات عملية في حياتنا ل لّون الأخضر و منها التالي ذكرها:
1. استخدام شواخص مرورية و ارشادية بلون أخضر:
تنبّه الغريب بعد سنوات من التجربة و الخطأ بأنه إذا تم طلاء الشواخص المرورية و اللوحات الارشادية في الطريق باللون الأخضر فإن هذا يؤدي الى قدرة السائق على رؤية اللوحة من بعد أكبر و بالتالي الاسراع في اتخاذ الاجراء المناسب أثناء القيادة. و أيضا فقد تم اثبات أن السائق يستطيع النظر فترة أطول للشواخص باللّون الأخضر مقارنة بشواخص ذات الوان أخرى و لذلك فإن التوجه في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا الآن أن تكون الشواخص المرورية و اللوحات الارشادية باللون الأخضر كما هو مبيّن في صورة




2. طلاء سيّارات اطفاء الحريق و الاسعاف باللون الأخضر:
اللون المعتاد لسيارات اطفاء الحريق هو اللون الأحمر و قد اكتشف مؤخرا أن هذا اللون هو أسوأ اختيار ممكن للون هذه السيّارات لأن العين البشرية لها أقل حساسية للّون الأحمر بين الألوان جميعها و بالتالي يصعب رؤية هذه السيارات في الليل، فبحث الناس عن لون بديل للون الأحمر و كان اللون البديل هو اللون الأخضر لأسباب عديدة و منها أن العين
البشرية لها أعلى حساسية لهذا اللون و بالتالي يمكنها أن ترى سيّارات الاطفاء في الليل بسهولة، و من الجدير بالذكر .( بأن هذا اللون قد بدأ باستخدامه لسيّارات الاسعاف أيضا كما هو مبيّن في صورة




إذا توجهنا الآن الى وصف جهنم في القرآن الكريم و تفكرنا في الآيات ( 31
لَا ظَلِيلٍ وَلَا يغُنِي مِنَ اللهَبِ * إِنهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَ نه جِمَالَتٌ صُفْرٌ
فإننا نجد بأن اللون السائد للهب جهنم هو اللون الأصفر المحمر (كَأَنه جِمَالَتٌ صُفْرٌ ) و نعرف من تدبر آيات القرآن الكريم أن جهنم هي مكان للعذاب التام للبشر فنستطيع الاستنتاج من هذا بأن اللون الأصفر - الأحمر هو لون
يؤثر سلبا على فسيول وجية الإنسان، و في هذا فقد وُجدت الآثار التالية للون
الأحمر و الأصفر على فسيولوجية
الإنسان: 1. ارتفاع نبض القلب. 2. ارتفاع ضغط الدم. 3. تصّلب العضلات.




فنعلم مما سبق جانب من حكمة كون اللون السائد للهب جهنم أصفر – محمر و هو أن هذا اللون يؤدي الى الاستفزاز النفسي و الخوف و آثار سلبية على صحة الإنسان و بالتالي عذاب أكبر للذين استحقوا دخول جهنم، و من التطبيقات العملية على هذا هو تجنّب أن يكون هذا اللون هو اللون السائد في المنازل كلون للجدران، الاثاث، اللباس، و غيرها.

إرسال تعليق

شاركنا برأيك أو معلومة جديدة

 
Top